لا أعلم ما الذي ذكرني في الموضوع الآن, لكن قبل بضعة سنوات قام أحد أصدقائي بإرسال موقع غريب ما إليّ على الفيسبوك, عندما استفسرته مستغرباً عن ماهية هذا بحق الجحيم, أجابني قائلاً أنه موقع أحد الخبراء في “المجال” و أنني قد أستفيد منه مع النسوان.
قبل كل شيء, لنوضح الأمور. أولاً, ليس لديّ أدنى إهتمام بهذا “المجال”. ثانياً, لست أحتاج أية مساعدة في هذا “المجال”, يصادف أنني شخص ذكي و مضحك و طويل و لدي لحية رائعة, و إذا لم يكن هذا كافياً للنسوان فلا أحتاج إلى أي منهنّ (رغم انني استغرب أن هذا يبدو غير كافٍ حسب تجربتي الشخصية بعد مرور سنوات على تلك المحادثة), بل في الواقع, على النسوان أن يقرأو مثل هذه المواقع لكي يقنعوني بمواعدتهم!
بما أنني أوضحت مدى روعتي, يمكنني أن أكمل المقال.
لا أتذكر رابط الموقع أو إسم صاحبه, لكنني أتذكر أنه كان مثيراً للسخرية. صاحب الموقع كان يستخدم عبارات رنانة مثل “إجعل أي فتاة تتوسل لمواعدتك” بإستخدام تقنياته المسماة بأسماء تافهة مثل: “تأثير الهيمنة”, “زرع الاحلام في الكلام”, “الأسس الاربعة لمواعدة ضبعة”… و أشياء من هذا القبيل. وكلها مكتوبة بحروف كبيرة لإبراز أهميتها, وكأنه معلّم هندوسيّ (Guru) استنبط معاني الحياة لتوّه.
أتذكر أنه الموقع كان به الكثير من الدعايات و الإعلانات في كل مكان, و أتذكر أنني فكرت في نفسي “لابد ان هذا الرجل يجني الكثير من المال من هذه التفاهات”. أنظروا إلى هذا, موقع غبيّ تافه يقول لنا أنه يجب على الرجل إتباع تعليمات مبهمة و معقدة و عليه أن يتذكرها بشكل دائم بهدف الوصول إلى هدف واحد وهو خدع امرأة ما لكي تواعده, و يدخل الألاف لهذا الموقع التافه, ثم من جهة أخرى, هناك مدونتي الجميلة المليئة بالأشياء المضحكة و العميقة و الشعر الجاهليّ (جهلاً بكيفية كتابة الشعر وليس من الجاهلية), وبالكاد يقرأها أحد… أو يعلق على تدويناتها. :'(
قررت أنني سأحذو حذو هذا الرجل, ولنفترض أن إسمه سباستيان, وسآكتب أنا الاخر مقالة في “المجال” لكي تنال مدونتي بعض الحب وينال زوار المدونة بدورهم بعض الحب, مستعيناً بخبرتي (أو عدمها) في “المجال”. سأحذو حذو سباستيان و أقسمها إلى 5 خطوات, كل خطوة بعنوانها الفريد والمهم.
مزمز ميرندا
بجانب إعلانات جوجل, كان الموقع مليء بدعايات لكتاب “دليل الحيوان لفهم النسوان” الذي هو عبارة عن شريط فيديو يتحدث فيه سيباستيان عن طرقه بشكل أكثر تفصيلاً و يدّعي سباستيان أن ثمن هذا الشريط هو PRICELESS بالرغم من أن ثمنه 50 دولاراً (عاد حلها انت!). المشكلة هنا هو أنني لم أكتب كتابي “شامل رضوان لطرح النسوان” بعد, سآقوم بدل ذلك بالدعاية إلى مقالاتي السابقة.
الآن أول خطوة نحو مواعدة فتاة هي إقناعها أن تخرج معك في موعد, و أسهل طريقة لهذا هي… أن تسألها أيها الغبيّ اللعين. نعم, لقد سمعتني بشكل صحيح, حرك قدميك, واحدة تلو الأخرى, متوجها نحوها, إلى حين أن تصل إلى مسافة 20 سنتيمتراً منها, ثم حرّك شفتيك (مع التأكد من أن دماغك لا يزال يعمل), ثم انتظر جوابها.
بالطبع ستقول لك لا, أيها الغبيّ اللعين, لو كان الامر بهذه السهولة لما كنت تقرأ هذا المقال.
لكن لا عليك, يجب عليك أن تعمل على تغيير رأيها. الآن, إذا لم تكن لديك عضلات بارزة أو أموال كثيرة أو سيارة فارهة, يمكنك أن تثير اهتمام فتاة بك رغم ما يقوله عبدالمجيد عبدالله.
الآن, هذا الامر يتطلب مهارة, يجب أن تعرف ماهية مهارتك الشخصية, لربما تستطيع كتابة الشعر, شيء مثل “تمزمزين ألامي“, اكتبه على ورقة ثم ضعه في جيبها بدون أن تدرك هي ذلك, و اترك عليه بريدك الهوتميل , ثم انتظر جوابها. أيضاً قد يساعدك أن يكون لديك ماضٍ غامض أو قدرات خارقة, أو الإثنين, مثل “مول الساروت“.
بإستثناء إذا كانت مهارتك أو قدرتك الخارقة هي الإختطاف, لا تفعل هذا من فضلك. بدلاً عن ذلك, إستخدم الطريقة الفلسفية التالية…
توضيح النقانق
الألمان معروفون بشيئين: فلاسفتهم, وزوجات لاعبي كرة القدم 🙂
من بين الفلاسفة الألمانيين المعروفين رمز الفينومينولوجيا أرثر شوبنهاور. شوبنهاور معروف بشيئين: نظرته التشاؤمية للحياة, و كرهه للنساء. يحتمل أن الرجل كان مجرد شاذ لعين, لكن من يعلم؟
كيف سيساعدك شوبنهاور وهو كاره للنساء؟
النق. وأنا لا أقصد النق بمفهوم ما كانت ترد به أمك كلما قلت شيئاً: “ماما” “جتك غمّة”, “أحبك” “حبك برص”… الخ. بل, النق, الذي حسب تعريف UrbanDictionnary هو محاولة تحطيم ثقة المرأة باستخدام الإثناء الملغوم, بهدف جعلها أقل تحصّناً تجاهك. مثال:
أنت طويلة, أحب النساء الطويلات (إطراء)… ما هو قياس كعب حذاءك؟ (تحطيم)
الآن, لا أعلم هل ينجح هذا حقاً مع النساء أم لا, لكن إذا لم يعمل معك, فلأن نقّك عفا عنه الزمن, و أصبحت النساء تفهمه و تتفطن له مباشرة, لذلك عليك تجريب نقّ لا تفهمه النساء, وما الذي لا تفهمه النساء أكثر من قوانين كرة القدم الفلسفة. جرّب بعض الجمل من أطروحة شوبنهاور ‘عن النساء’
لا يحتاج المرء سوى ان ينظر الى كيفية تكوين المرأة ليدرك انها لم تخلق لاداء اعمال ذهنية او بدنية عظيمة.
المرأة مهيأة بطبيعتها لأن تكون ممرضة او معلمة لنا وان تظل سخيفة منذ ابكر ايام طفولتها لأن عقليتها (هي نفسها) طفولية وسخيفة وتتميز بقصر النظر. اي انها بعبارة اخرى تظل طفلة كبيرة مدى الحياة وتتخذ مرحلة متوسطة بين الطفل وبين الرجل الذي يتصف بكونه “الانسان الجدي”.
حتى في سن النضوج تظل مواهبها الفكرية (نوعاً ما) محدودة جداً. لذا تظل المرأة طفلةً طوال حياتها لا ترى الا ما هو قريب جداً منها، وهذا الشيء يتخذ لديها شكل شيء حقيقي. والمرأة بطبيعتها تفضل التوافه على جلائل الأمور.والواقع انها قصيرة النظر من حيث انها ترى بغريزتها بشكل واضح جداً ما هو قريب منها ولكن مجال نظرها محدود جداً فلا يأبه بما هو بعيد عنها. وهذا هو مصدر الميل الشديد لدى المرأة الى الاسراف الذي قد يصل الى حد الجنون.
إذا لم تقع في غرامك مباشرة بعد سماعها لهذه الكلمات, فلا تأخذ الأمر بشكل شخصي, كل ما في الأمر هو أنها تفضل كتابات نيتشه أكثر.
تحفيز مبستر
إن خطوات “شامل رضوان في طرح النسوان” غير قابلة للفشل, فإن لم تعمل معك إحداها ستعمل معك الأخرى بدون شك. مما يعني أنه بحلول هذا الوقت ستكون قد نجحت في نيل موعد مع تلك الفتاة, الآن, يقال أن أهم شيء في المواعيد الغرامية هو أن تقوم “بتحفيز مشاعرها”, لكنني في الواقع أظن أن الامر متعلق أكثر بمدى بسترة حليبك.
الآن, عندما يأتي الجرسون ليأخذ طلبك, لا تطلب أبداً شاياً, لأن هذا يجعلك تبدو عروبياً (أي: من العربان), ولا تقل أبداً “قهوة و حليب”, بل قل “كافي كريم” أو “لاتيه” إن شئت. بل الأفضل من هذا, أطلب منه حليباً صافياً غير مبستر, لتثبت لها مدى قوتك و حبك للخطر, وإستعدادك لشرب الحليب مباشرة من ضرع ثور إن تطلب الامر ذلك. و هكذا تبين لها أنك مختلف عن كل الرجال لأنك أقرب منهم إلى الرجل البدائيّ.
كسرة التوكيد
عند محادثتك لها, من المهم توكيد مقدار رجولتك لها عن طريق الألعاب الذهنية. في وسط المحادثة, وبينما هي تتكلم, أخرج من جيبك بكل هدوء “كرواسان” و ضعها على الطاولة. هكذا, ستبين لها, بطريقة مبطنة, أنك قادر على توفير كسرة الخبز, مما يجعلها مهتمة أكثر بك على المدى الطويل.
أخطاء شائعة
كلنا قمنا بأخطاء كهذه, ماهو المقدار الكافي من الوقت في العلاقة لأن تخبرها بأن مغنيّك المفضل هو رضا الطالياني؟ فعلت هذا خلال الموعد الأول و انتهى بي المطاف أبكي لثلاثة أيام متتالية بينما أغني “البابور يا مونامور“, متسائلاً لماذا لا تجيب على رسائلي النصية, متمنياً لو أن “البحري” يـ”ديني معاه“.
إستفيدو من تجربتي الشخصية, إنتظروا على الاقل شهراً أو حوالي ذلك قبل الإفصاح عن شيء كهذا.
تأثير “يا إخواني”
وهو شيء أتيت على ذكره في مقالة “شعب متطبع بدينه“, لكن لا ضير في شرحه لكم مرة أخرى. كيف يعمل هذا التأثير؟ بتكرار كلمة معينة. كل ما عليك هو التصنت على محادثاتها مع صديقاتها, ثم تذكر الكلمات التي تجعلها تضحك, ثم استخدامها في محادثة معها و ستضحك, و كلنا نعلم أن كونك مضحكاً يجلب لك النساء.
لكن هذه الطريقة قد يكون لها نتائج عكسية إذا ما لم تجد إستخدامها. ذات مرة في حفلة عيد ميلاد أحدهم, قالت لي إحدى الفتيات أنها لا تأكل سوى الجزء العلويّ من الميلفايّ, و تترك الجزء السفليّ منها. و كمحب لهذه الحلوى اللذيذة, عبرت لها عن استنكاري الشديد لهذا الفعل الشنيع و الطفوليّ, وهددتها بكتابة مقال يفضح فعلها هذا. وطبعاً, لم تضحك على هذا. وكنت أنا محتاراً أكثر من عدم ضحكها في كل مرة أقول فيها “ويكيليكس” وسط المحادثة.
بعد تلك الحفلة, أدركت خطأي, لقد كنت أستمع لنصيحة ‘يان’ أخر اللي هو “جوليان” (أسانجي).
فيديو هدية مجانية قبل صدور كتابي العظيم
(ملاحظة مهمة: ذلك الشخص الطويل في الفيديو ليس انا)
إذا, هذا كل ما لديّ, أتمنى أن مقالي هذا سيساعدك في نيل الحب الذي تستحقه عزيزي القارئ, و أتمنى أن هذا المقال لم يشعرك بالجوع كما شعرت به وأنا أكتبه.
مهم: سأكون مقصراً في واجباتي لو أنهيت هذا المقال بدون أن أذكركم بأن معاشرة النساء حراااااااااام, وفي ختام المقال أطرح السؤال إياه
أترضاه لأختك؟ 🙂
بما أنني أوضحت مدى روعتي, يمكنني أن أكمل المقال.
أترضاه لأختك؟ 🙂
ههههههههههههههههههههههههه
طريـــــــــف للغاية كالعادة و ربما أفضل.
Bravo
أولا، طريقتك لا تنفع، طبقتها منذ قليل و أخذت كأس ماء بارد في الوجه، ربما لأنني تحدثت عن حبي للميلفاي أكثر من أي شيئ أخر
لا عليك, فهي على الأرجح من النوع الذي يحب الكرواسان وحسب..
عجيبة كتاباتك… ممتعة، وفيها حس كبير من السخرية السوداء.. أسلوب جديد أتمنى له الاستمرار
مررت من هنا صدفة، جذبتني رائحة النقانق والميل فاي رغم أني لا أحبهما
يا رجل لن تصدق كم أستمتع بقراءة تدويناتك هاته
اتمنى لك التوفيق والاستمرار ايضا