الروتين و البروتين

* هذه التدوينة ليست مثيرة للاهتمام حقاً, ربما لديك شيء أقضل لتفعله؟

يقال لي دوماً أنني شخص روتينيّ ذو حياة مملة و رتيبة وكأنها جدول نشاطات مُخطط مسبقاً. هذا صحيح, الحقيقة انني عندما جلست وفكرت في الأمر ملياً, وجدت أنني وصلت إلى مرحلة أصبحت فيها اتمنى ان تبقى الأمور على حالها ولا يتغير شيء فجأة, يمكن للعفوية ان تذهب للاحتواء…

على سبيل المثال: تسريحة الشعر. يسألني الناس دوماً لماذا أترك شعري ينمو لهذه الدرجة قبل ان احلقه كلياً فيما مجموعة زيارتان للحلاق سنوياً (هذا صحيح, 2 زيارات للحلاق سنوياً, مع عدم احتساب المناسبات و الأعياد)؟ ولماذا لا أهتم به أكثر و أقوم بتسريحه على طريقة بيكهام؟ و اللحية, لماذا لا احلقها؟ …. الخ, انتم تفهمون مقصدي.

مصدر هذه التساؤلات يكون غالباً والدتي, لأنه وبطبيعة الحال, مَن مِن أصدقائك يهتم حقاً بتسريحة شعرك؟ ووالدتي يمكنها أن تكون مُلحة جداً في بعض الأحيان.

لذلك قررنا ان نحلق اللحية و الشعر, و لا أعلم ما الذي دهاني إذ انني قررت ان اقوم بتغيير الحلاق المعتاد و أعود إلى حلاق طفولتي “بوعزة”. لماذا توقفت عن حلق شعري عند بوعزة؟

دخلنا إلى محل الحلاقة, جلسنا على الكنبة في انتظار انتهاء “بوعزة”, و جلست احدق في أطراف المحل و اتذكر ذكريات الحلاقة هنا. أتذكر أنني ذات مرة كنت غيوراً من ابن خالتي ذو الشعر الحريريّ و الذي يقصه على شكل نصف بطيخة 😆 (لا أعرف اسم التسريحة, لنقل انها نصف بطيخة), فذهبت في اليوم التالي عند “بوعزة” الذي انفجر ضحكاً عندما أخبرته انني — أنا ذو فروة الشعر الصغيرة للغاية — اريد تسريحة نصف البطيخة. ياه! أيام جميلة!

مثال لتسريحة نصف البطيخة, لكن بدون الشعر على الجوانب
مثال لتسريحة نصف البطيخة, لكن بدون الشعر على الجوانب

حان دوري, جلسنا على كرسيّ الإعدام ولا يزال السؤال يدور في خلدي: لماذا توقفت عن حلاقة شعري عند “بوعزة”؟ دماغي يحاول ان يخبرني انه سبب كبير و مهم, لكن عجزت عن تذكر السبب. اقبل “بوعزة” حاملاً ألة الحلاقة, وفور ما بدأ في عمله, تذكرت السبب…

نسيت أن أخبركم, “بوعزة” يرتدي نظارات طبية (من نوع “قِعر الكأس” 😆 ), بالإضافة إلى أنه قد خضع إلى عملية جراحية على عينيه قبل بضعة سنوات, لذلك ليس أفضل شخص تأتمنه بموس حلاقة على رقبتك :lol:. الرجل يقترب منك بشكل غير طبيعيّ لكي يرى بشكل جيد, ثم يقود ألة الحلاقة نحو جمجمتك إلى أن يصطدم بها, وكأنه يتحسس طريقه نحوها, فإذا تيقن من وصوله إليها يرفع الألة في حركة هوائية ليحلق الشعر. النتيجة, تسريحة غير متناسقة و فروة رأس مسلوخة..

تباً للعفوية, و عاش الروتين!

3 تعليقات

  1. يونيو 12
    Reply

    ههههههههه تبا أنت تذكرني بنفسي كثيرا من خلال معظم تدويناتك … ربما لأن الايف ستايل المغربي متشابه لحد ما ..

  2. يونيو 12
    Reply

    شيء آخر المدونة لا تسمح لي بالنشر بحسابي الفايسبوكي
    الرسالة تقول Error your account is expired

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× 7 = 42