كان صباحاً مشرقاً أخر في العطلة الصيفية, و حميدة كان جالساً يراقب أمه و هي تنشر الغسيل في باحتهم الخلفية. كان حميدة يشعر بالملل, انها الساعة التاسعة صباحاً و كل أصدقاءه لا يزالون نائمين, هو الوحيد الذي لا يزال التوقيت المدرسيّ يؤثر على أوقات إستيقاظه و نومه.
في الباحة الخلفية لمنزل حميدة هناك حديقة صغيرة, بضعة ورود هنا و هناك, لا يعلم أحد ما الذي جعلها تنمو هنا إذ لا أحد في منزل حميدة يهتم بالحديقة بما فيه الكفاية ليزرع فيها شيئاً أو يسقيها حتى (إذا ما استثنينا بول حميدة المتكرر هناك), لكنها كانت حديقة على أية حال. كان حميدة يخمم كيف سيأتي بنقود كافية ليلعب الماتش مع أصدقاءه بينما كان يحدق إلى تلك الورود, فجذبت انتباهه فراشة زرقاء زاهية, تطير من زهرة إلى أخرى. وفجأة, نسي حميدة الماتش و استحوذ على ذهنه شيء واحد: القبض على تلك الفراشة.
نهض حميدة من مكانه و بدأ يلاحق الفراشة, لكن في كل مرة كان يرمي فيها يده ليقبض عليها لا تقبض يداه سوى على الريح, ولياقته البدنية التي لم تكن تسمح له سوى بالمشاركة كحارس مرمى لم تساعده على ملاحقة الفراشة لوقت طويل, غضب حميدة وصرخ على والدته: “ماما, أريد هذه الفراشة!” تركت الأم غسيلها و اقتربت من الورود و قالت: “أين هي؟ إني لا أراها.”
– أشار حميدة بيده و قال, “يجب عليك ان تقتربي اكثر, انها هناك بقرب تلك الوردة.”
– “إني لا أرى شيئاً, إن بصري بدأ يضعف, يجب أن أشتري نظارات”
وما أن خطت الأم خطوة واحدة إلى الامام طارت الفراشة نحوها و أفزعتها, فسقطت الأم و أطلق حميدة قهقهة طويلة.
– “أتضحك أيها المسخوط, كدت أن تتسبب بإجهاضي”
– “ما ذنبي أنا, لقد سقطتِ لوحدك. إنهضي وإلا ستفسدين كل الورود و لن تعود الفراشة”
– “ماذا تريد بهذه الفراشة أصلاً؟”
– “أريد أن أرسمها, الاستاذ طلب منا رسم فراشة”, حميدة لم يكن عبقرياً لكن لا أحد يمكنه مجاراته في الكذب
نهضت الأم و نفضت عنها الغبار ثم عادت إلى غسيلها, جلس حميدة يفكر في تلك الفراشة وكيف كانت تطير من وردة إلى أخرى, لا تقضي سوى ثواني تمتص رحيقها قبل ان تطير إلى أخرى, وزاده هذا تصميماً و إصراراً على القبض على الفراشة. الحديقة الصغيرة أصبحت الآن في وضع مُزر, الورود انكسرت, فكر حميدة في إصلاح الضرر الذي حدث لكي تعود الفراشة, نهض و اقترب من الورود, و في تلك اللحظة لمحها, ساكنة و زاهية, تلك الفراشة الزرقاء. وبسرعة مد يديه و قبض عليها, غير دارٍ ما إذا كانت حية أو ميتة, لقد كانت يداه ترتعشان خوفاً من أن تطير و تنسل من بين أصابعه, أو خوفاً من أن تموت الفراشة من حرارة يديه. نادى حميدة على والدته وقال: “لقد قبضت عليها!”
أطلت والدته من المطبخ و ردت عليه: “الآن, ماذا ستفعل بها؟”. إبتسم حميدة إبتسامة عريضة و بدأ بفك أزرار سرواله و خلعه إلى أن أصبح نصف عارٍ. و أمام والدته, قام بفرك الفراشة على عضوه, صرخت والدته عليه: “ماذا تفعل أيها المسخوط؟”
“أريد أن أصبح رجلاً!”.
هههههههههه تبا لقد اغرورقت عيناي من شدة الضحك يا صاح …. الفراشة و الرجولة … علاقة لن يفهمها جيل الأيفون
“بول حميدة المتكرر”
حبيبي يا رضوان هههههههههههههههههههههههه